التحرش بالأطفال: انتهاك لبراءة الطفولة وموقف النظام من الجريمة والعقوبة

تعريف جريمة التحرش بالأطفال

تُعد جريمة التحرش بالأطفال في السعودية من أخطر الجرائم التي تهدد أمن المجتمع وسلامته النفسية والأخلاقية، لما تتركه من آثار مدمرة على الضحية والأسرة والمجتمع.
ويُعرف التحرش بالأطفال بأنه: كل سلوك يحمل مدلولًا جنسيًا يُوجّه إلى طفل دون سن الثامنة عشرة، سواء كان هذا السلوك لفظيًا، جسديًا، بصريًا، أو إلكترونيًا، بقصد الإيذاء أو الاستغلال الجنسي.

صور التحرش بالأطفال:

• التلامس غير المشروع.

• استخدام الأطفال في محتوى غير لائق.

• التحرش عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

نظام حماية الطفل في السعودية

حرصت المملكة العربية السعودية على توفير إطار نظامي متكامل يحمي الأطفال من جميع أشكال الإيذاء، بما فيها جرائم التحرش بالأطفال.
وقد صدر نظام حماية الطفل عام 1436هـ ليؤكد على:

1. حماية الطفل من جميع صور الإيذاء والإهمال.

2. توفير بيئة آمنة داخل المنزل والمدرسة والمجتمع.

3. ضمان حقوق الطفل المعتدى عليه، وتوفير الرعاية اللازمة له.

4. نشر الوعي بحقوق الطفل وتعريفه بسبل الحماية.

النصوص النظامية الخاصة بالتحرش بالأطفال

جاء في المادة الثالثة من نظام حماية الطفل أن من صور الإيذاء:

• “التحرش الجنسي بالطفل أو تعريضه للاستغلال الجنسي”.

كما نصت المادة التاسعة على:

• “يُحظر استغلال الطفل جنسيًا أو تعريضه لأي شكل من أشكال الاستغلال أو المتاجرة”.

العقوبات في نظام مكافحة جريمة التحرش

صدر نظام مكافحة جريمة التحرش عام 1439هـ، وفرض عقوبات صارمة.
وتشدد العقوبة إذا كان المجني عليه طفلًا، حيث نصت المادة السادسة/الفقرة الثانية على أن:

• عقوبة التحرش تصل إلى السجن خمس سنوات.

• غرامة مالية تصل إلى 300 ألف ريال.

• أو الجمع بين العقوبتين.

وبذلك يُعتبر التحرش بالأطفال ظرفًا مشددًا يوجب تطبيق أقصى العقوبات تحقيقًا للردع العام والخاص.

موقف الشريعة والمواثيق الدولية

• الشريعة الإسلامية تؤكد على صون الكرامة الإنسانية للطفل، وحمايته من الأذى.

• المملكة صادقت على العديد من الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل، مما يعزز الإطار القانوني لحمايته.

الخاتمة

من خلال ما سبق يتضح أن جريمة التحرش بالأطفال في السعودية تُعد انتهاكًا جسيمًا لبراءة الطفولة وكرامة المجتمع.
وقد تعاملت الأنظمة السعودية مع هذه الجريمة بمنهج صارم يغلّظ العقوبة على الجناة، ويوفر في المقابل حماية ورعاية شاملة للضحايا.
إن هذه التشريعات تؤكد أن حماية الأطفال ليست خيارًا، بل التزام شرعي وقانوني وإنساني، تسعى المملكة إلى تحقيقه بأقصى درجات الصرامة والعدالة.

#فداء_الحربي