قانون وسينما, قصص من الواقع

وحوش الدراما وتأثيرهم على الأسر | التعويض عن الضرر النفسي في النظام السعودي

"حين تتحول القصة إلى معاناة، يبرز صوت القانون."

مسلسل وحوش

دراسة حالة: مسلسل "وحوش" والتعويض عن الضرر النفسي والمعنوي للأهالي

وحوش الدراما وتأثيرهم على الأسر والعائلات

في عالم الدراما التلفزيونية، تُعتبر الأحداث الحقيقية من أكثر الموضوعات جذبًا للجماهير. يقدم مسلسل "وحوش" مجموعة من القصص المأخوذة من الواقع، حيث يتناول الجرائم المرتكبة من قبل شخصيات متعددة. كل حلقة لا تركز فقط على وقوع الجريمة نفسها، ولكن أيضًا على العواقب النفسية والاجتماعية التي تتحملها عائلات المتورطين.


هذا النمط يمكن أن يكون له آثار سلبية على الأسر، خاصة وأن عرض الجرائم ونتائجها على الشاشة قد يسبب لهم الألم والمعاناة من جديد.

ردود الأفعال بعد عرض المسلسل

بعد عرض المسلسل، ظهرت دعوات من بعض العائلات الذين شعروا بأنهم تعرضوا للأذى النفسي والمعنوي بسبب تصوير قصص أبنائهم. هذا الأمر دفعهم لمحاولة مقاضاة الشركة المنتجة، مما يطرح تساؤلات حول الحماية القانونية وحقوق المتضررين في مواجهة مثل هذه الأعمال الفنية.

التعويض عن الضرر النفسي والمعنوي في النظام السعودي

تتناول المدونة الأحكام القانونية المستمدة من نظام المعاملات المدنية السعودي، وخاصة المواد (121–139) التي توضح القواعد الخاصة بالتعويض عن الأضرار.

1. المسؤولية عن الأضرار (المادة 121)

يتوجب على الفاعل المباشر تحمّل المسؤولية عن الضرر الناتج عن أفعاله، ما لم يثبت العكس.

2. التعويض الكامل (المادة 136)

يُعوض المتضرر بشكل كامل بإعادته إلى حالته السابقة، أو أقرب حالة ممكنة قبل حدوث الضرر.

3. تحديد التعويض (المادة 137)

يُحدد التعويض بناءً على الخسائر والأرباح المفقودة نتيجة الفعل الضار، مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود التي كان بوسعه بذلها لتفادي الضرر.

4. الضرر المعنوي (المادة 138)

يشمل التعويض الأذى النفسي أو الجسدي أو السمعي الذي يتعرض له الفرد. ولا ينتقل هذا الحق للغير إلا إذا تم تحديد قيمته بنص أو اتفاق.

5. طرق تقدير التعويض (المادة 139)

يمكن أن يكون التعويض نقديًا أو عبر إعادة الحالة القديمة. كما يجوز أن يصدر الحكم بمبلغ مقسط أو إيراد سنوي، مع اشتراط ضمانات إذا لزم الأمر.

6. تقدير الأثر النفسي

تعتمد المحكمة على الأثر النفسي والمعنوي عند تقدير التعويض، آخذة في الاعتبار طبيعة الأذى الشخصي.

الدروس المستفادة من نشر الأعمال الدرامية

من المهم أن تُعرض مثل هذه المواضيع الثقيلة بحساسية ومسؤولية أكبر. إذ يجب على الشركات المنتجة:

  • احترام إنسانية الأفراد وتجاربهم.

  • تقديم صورة متوازنة للضحايا والجناة.

  • إبراز إمكانية التعافي إلى جانب تسليط الضوء على المعاناة.

فالتعامل مع القصص الواقعية بشكل سلبي قد يُضاعف معاناة العائلات، بينما يمكن أن يكون لتناولها المتوازن آثار إيجابية على المجتمع.

الخلاصة

يوضح النظام السعودي أن التعويض عن الضرر النفسي والمعنوي حق أصيل للمتضررين. كما أن التزام الجهات المنتجة للأعمال الدرامية بالمسؤولية الاجتماعية يساهم في حماية كرامة الأفراد، ويعزز الثقة بين المجتمع ووسائل الإعلام.

 


الأسئلة الشائعة حول التعويض عن الضرر النفسي والمعنوي

س1: هل يحق للأسر المتضررة من الأعمال الدرامية المطالبة بالتعويض؟
نعم، يحق لهم ذلك إذا أثبتوا أن العمل الدرامي ألحق بهم ضررًا نفسيًا أو معنويًا مباشرًا، استنادًا إلى المواد 121–139 من نظام المعاملات المدنية السعودي.

س2: ما الفرق بين الضرر المادي والضرر المعنوي؟
الضرر المادي يتعلق بالخسائر المالية أو فقدان الأرباح، بينما الضرر المعنوي يشمل الأذى النفسي أو الجسدي أو السمعي الذي قد يتعرض له الفرد.

س3: كيف يتم تقدير التعويض عن الضرر النفسي في المملكة؟
يعتمد القاضي في تقديره على شدة الأثر النفسي والمعاناة التي تعرض لها المتضرر، وقد يكون التعويض نقديًا أو على شكل إيراد سنوي أو حكم مقسط.

س4: هل ينتقل حق التعويض عن الضرر النفسي إلى الورثة؟
لا، لا ينتقل الحق في التعويض عن الضرر النفسي إلى الورثة إلا إذا تم تحديد قيمته بنص أو اتفاق واضح.

س5: ما دور الشركات المنتجة في تقليل الأضرار على العائلات؟
يتوجب على الشركات التعامل مع القصص الواقعية بحساسية واحترام لخصوصية الأفراد، وتقديم صورة متوازنة تُظهر المعاناة وفرص التعافي معًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *