الدعوى الكيدية في السعودية: تعريفها، طرق إثباتها والعقوبات النظامية

ليست كل القضايا المرفوعة أمام القضاء السعودي تعكس مظلمة حقيقية. من ناحية أخرى، يلجأ البعض إلى رفع الدعاوى الكيدية في السعودية بهدف الإضرار بالخصم أو الضغط عليه دون وجه حق. وبذلك، اهتم النظام السعودي والشريعة الإسلامية بمواجهة هذا النوع من القضايا حمايةً لحقوق الأفراد ولذلك منع استغلال القضاء، كما أتاح للمتضرر لاحقًا المطالبة بـ رد الاعتبار والتعويض بعد إثبات كيدية الدعوى.

ما هي الدعوى الكيدية؟

الدعوى الكيدية هي الدعوى التي يرفعها شخص ضد آخر من دون أن يكون له حق مشروع فيما يطالب به. وعادةً ما يكون الهدف منها:

• • الإضرار بالخصم.

  • الضغط أو الابتزاز.

  • تشويه السمعة أمام الآخرين.

  • إضاعة الوقت وإشغال المحاكم.

بالتالي، يمكن القول إن الدعوى الكيدية لا تستند إلى حق مشروع ولا تهدف لتحقيق العدالة، وهو ما يفتح الباب أمام المتضرر لطلب رد الاعتبار بعد الدعوى الكيدية وفق الإجراءات النظامية.

موقف الشريعة الإسلامية من الدعاوى الكيدية

اهتمت الشريعة الإسلامية بالتحذير من رفع الدعاوى الباطلة. فقد قال النبي ﷺ:

“لَوْ يُعْطَى الناسُ بِدَعْوَاهُمْ لادَّعَى رِجَالٌ أَمْوَالَ قومٍ ودِماءَهُمْ، ولَكِنَّ البَيِّنَةَ على المُدَّعِي، واليَمِينَ على مَنْ أَنْكَرَ.”

يتضح من الحديث الشريف أن الإسلام شدّد على ضرورة البينة ومنع الادعاءات الباطلة، وعدّ رفع دعوى بغير حق مخالفة شرعية تستوجب التعزير ورد الاعتبار للمظلوم، سواء في الدعاوى العامة أو الخاصة.

كيفية إثبات الدعوى الكيدية ؟

يمكن إثبات كيدية الدعوى أمام المحكمة عبر عدة وسائل، منها:

• • كثرة الشكاوى المتكررة ضد الخصم.

  • تناقض الدعاوى أو الأقوال.

  • وجود قرائن واضحة تدل على سوء النية.

  • شهادة الشهود.

  • إقرار المدعي نفسه.

على سبيل المثال، إذا تكررت الشكاوى بنفس المضمون دون دليل، فهذا مؤشر قوي على الكيدية. إضافةً إلى ذلك، يلعب القاضي دورًا مهمًا بخبرته في كشف هذا النوع من الدعاوى، ومن ثم قد يحكم بـ التعويض ورد الاعتبار بعد البراءة في حال ثبتت الكيدية.

العقوبات النظامية على الدعاوى الكيدية

• • المادة الثالثة من نظام المرافعات الشرعية: إذا ثبت للمحكمة عدم وجود أساس قانوني، أي أن الدعوى كيدية أو صورية، وجب رفضها.

أما العقوبات الأخرى فتشمل:

• • التعزير على من يرفع دعوى كيدية.

  • إمكانية المطالبة بـ رد الاعتبار بعد الدعوى الكيدية و التعويض أمام الجهات المختصة إذا ترتب على القضية ضرر معنوي أو مادي.

وبذلك، يهدف النظام إلى ردع من يستغل القضاء بغير حق وتحقيق رد الاعتبار والتعويض الكامل لمن ثبتت براءته.

و للحد من الدعاوي الكيدية ، أقرات الدولة فرض تكاليف قضائية عند رفع الدعوى =، و ذلك بهدف الحد من استغلال القضاء في الدعاوي الغير جادة ، و لتنبية المدعي بمسؤوليته عند رفع الدعوى، إذ يُلزم بدفع التكاليف القضائية في حال خسارته للقضية..

مراجع شرعية وقضائية

قال ابن فرحون رحمه الله في التبصرة:

“من قام بشكوى بغير حق أو ادعى باطلاً فينبغي أن يؤدب.”

كما أن نص قرار مجلس الوزراء رقم (94) بتاريخ 25/4/1406هـ وضع قواعد تحد من آثار الشكاوى الكيدية والدعاوى الباطلة.
وتمكّن هذه النصوص المظلوم من المطالبة بـ رد الاعتبار بعد البراءة أو رد الاعتبار بعد الدعوى الكيدية حمايةً لكرامته وسمعته.

آثار الدعاوى الكيدية على القضاء والمجتمع

• • استنزاف وقت القضاء.

  • تعطيل العدالة.

  • زيادة القضايا الباطلة.

  • الإضرار بحقوق الأفراد.

ونتيجةً لذلك، فإن مواجهة الدعاوى الكيدية يعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على نزاهة القضاء، وضمان حصول من ثبتت براءته على رد الاعتبار الذي يعيد له مكانته الاجتماعية والمهنية.

الخاتمة

إن رفع الدعوى الكيدية في السعودية لا يضر فقط بالخصوم، بل يستهلك وقت القضاء ويؤثر سلبًا على العدالة.

في الختام، يظل التصدي لهذه الدعاوى واجبًا شرعيًا ونظاميًا لضمان العدالة، وتمكين المظلوم من رد الاعتبار والتعويض بعد البراءة.

وفي يسوم للمحاماة، نقدم الدعم القانوني المتخصص ورفع دعوى قضائية لضحايا هذه الدعاوى، ونسعى لحماية حقوقهم أمام المحاكم بكفاءة وخبرة.

#فيصل_الندوي